قمع الفلامنكو والمقاومة في جنوب إسبانيا
في يوم ماطر من آذار 2014، أحاط أكثر من خمسين شخص، معظمهم كبار في السّن، رجلاً كان يعزف الغيتار أمام بلديّة إشبيلية، وانضمّوا إليه يصفّقون، بينما اقتحمت الحلقة نساء من جميع الأجيال ليرقصن. على الرغم من أنّ السيّاح المارّين من الساحة اعتقدوا خطأً أنّ هذا التجمّع هو مشهد آخر من مشاهد الشارع العاديّة، إلا أنّ هذه الـترتوليا (Tertulia أي لقاء اجتماعي موسيقي بالإسبانية) الجماهيرية كانت في الحقيقة مظاهرة سياسيّة نظّمها أفراد Peña de los Torres Macarena، وهي جمعيّة تُعنى بعروض الفلامنكو، وذلك ردًّا على إغلاق الشرطة لمقرّها بسبب مخالفات ضجيج.
Torres Macarena وجمعيات الفلامنكو المشابهة لها، والتي تسمى بالإسبانية بينيا Peña (او بصيغة الجمع بينياس Peñas)، هي ظواهر حديثة نسبيًّا في تاريخ الفلامنكو. ظهرت جمعيّات عاشقي الفلامنكو الحاراتيّة هذه في جميع أنحاء الأندلس بعد تحوّل إسبانيا إلى الديمقراطيّة في السبعينيّات، ولعبت هذه الجمعيّات، منذ ذلك الوقت، دورًا مهمًّا في نقل تراث الموسيقى والرقص للأجيال الشابّة، وذلك من خلال توفير مساحات مهمّة للفنانين الصاعدين وتقوية النسيج الاجتماعيّ المتعلّق بالفلامنكو بطريقة غير تجاريّة.
تظاهرة فلامنكو احتجاجاً على قرارات البلدية
نوادٍ ثقافيّة صغيرة للحفاظ على الفلامنكو
على الرغم من أنّ الفنانين الشباب ينتقدون أحيانًا نوادي الفلامنكو متّهمين إيّاها بأنّها محافظة وتقاوم الأساليب الحديثة، إلّا أنّ هذه النوادي الصغيرة والتطوّعيّة تعتبر مركّبًا لا غنى عنه في سبيل الحفاظ على ثقافة الفلامنكو.
ينشط نادي Peña de los Torres Macarena في حيّ العمّال “ماكارينا” منذ أكثر من 45 عامًا، وهو أقدم نادي في إشبيلية، يشيد به محبّو الفلامنكو من جميع أنحاء العالم بسبب الجو المنفتح الذي يسود فيه. على الرغم من الشهرة المحلّيّة والعالميّة التي تحظى بها هذه البينيا، إلّا أنّها كانت عرضة لشكاوى دائمة من قبل أحد الجيران الذي انتقل للسكن إلى جوارها قبل بضع سنوات، والذي يتّصل منذ انتقاله بالشرطة بشكل مكثّف ليشتكي من الضجّة. حتّى حواجز الصوت باهظة الثمن التي اشترتها الجمعيّة لم تمنع شكاويه الدائمة، وعلى الرغم من أن النوادي التجاريّة تستطيع الالتفاف على القانون من خلال دفع المال، إلا أنّ ذلك ليس من بين الإمكانيّات المتاحة أمام البينيا.
أطلق أفراد البينيا حملة للاحتجاج ضد قرار الشرطة بعد حرمانهم من إمكانيّة التجمّع في مكان خاصّ بهم، ونادوا إلى القيام بفعاليّات متعدّدة أمام مكتب رئيس البلديّة، وخرجوا بموسيقاهم ورقصهم إلى الشوارع، فكان ذلك بالنسبة لبعض أفراد البينيا أوّل احتجاج سياسيّ يقومون به في حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، أعدّوا بمساعدة ناشطين شباب فيديو نُشر على اليوتيوب يظهر به أكثر فناني الفلامنكو شهرةً مثل يسرائيل غالفان وكريستينا هويوس وريكاردو مينو، وفنانين آخرين، يحتجّون به على إغلاق البينيا. بعد سنوات من المفاوضات وضغط فنانين رفيعي المستوى على البلديّة، سُمح مرّة أخرى للبينيا بأن تفتح أبوابها، ولكن بعد فرض العديد من التقييدات على درجات الصوت وعلى ساعات النشاط، ممّا يعيق نشاط النادي اليوميّ وعروضه.
حالة Peña Torres Macarena ليست الوحيدة، فقد أكّد أعضاء اتّحاد البينياس في الأندلس أنّه تم إغلاق جمعيّات مشابهة في السنوات الأخيرة بسبب قوانين بلديّة حديثة تتعلّق بالضجّة. في السنوات الأخيرة، تتقاذف حكومة الأندلس الإقليميّة وبلديّة إشبيلية فيما بينهما مقترحًا لتعديل القانون بهدف استثناء العروض الحيّة الخالية من مكبّرات الصوت، والتي تُحيى في أماكن غير تجاريّة، في حين تواجه العديد من البينياس والمراكز الثقافيّة الغرامات المرتفعة، كما تواجه قمع الشرطة لنشاطها. إنّ هذا النضال صعب بشكل خاص على اعضاء الجمعيات الكبار في السن، والذين يحاربون من أجل لقمة العيش منذ تفاقم الأزمة الاقتصاديّة.
الغناء ممنوع
القوانين المتعلقة بالضجّة ليست العائق الوحيد الذي وضعته القوانين البلديّة الحديثة امام الفلامنكو الغير تجاري. لقد صودِق على هذه القوانين بنيّة معلنة للقضاء على الضجّة والإجرام وشرب الكحول والدعارة في الشوارع ومن أجل تحويل المدن إلى أماكن أكثر أمنًا وودّيّةً للسيّاح، الّا انها ايضا قامت بفرض مراقبة مشدّدة من قبل الدولة على من التفاعلات الاجتماعيّة الأساسيّة التي مكّنت من تواجد الفلامنكو في الحيّز العام اصلا.
على سبيل المثال، ادّت التشريعات التي سُنّت ضد شرب الكحول في الحيّز العام إلى القضاء على أحد الطقوس الأكثر شعبيّة بين الشباب الإسبان، والمعروف باسم “بوتيّون” (botellón بالاسبانية: قنينة كبيرة)، أي الجلوس مع الأصدقاء لتبادل أطراف الحديث وعزف الموسيقى، بينما يتشارك الأصدقاء شرب زجاجات من المشروبات الكحوليّة التي تُشترى عادةً من الدكّان القريب.
أعضاء Flo6x8 يرقصون ويغنون داخل مؤسّسات اقتصاديّة كالبنوك التي ترمز إلى إدارة الأزمة الفاسدة جدًّا في إسبانيا
ادّت هذه التعليمات الجديدة، والتي يعتبرها الكثيرون منافقة، إلى فرض الغرامات وإلى عنف الشرطة ضدّ أشخاص يجلسون ببساطة على مقاعد عامّة في الشوارع يشربون زجاجة بيرة، في حين أنّها تستثني أصحاب البارات الذين يستولون على نفس المساحات العامّة (والتي يتم خصخصتها في عدّة أحيان من أجل استخدام هذه المصالح الخاصة فقط).
في أيامنا هذه، وبعد مرور عدّة سنوات على تطبيق هذه القوانين، ما زلنا نستطيع مشاهدة تجمّعات من هذا القبيل للشباب ولكل من لا يملك نقودًا كافية لشرب الكحول في البارات (والتي زاد عددها منذ الأزمة). ومع ذلك، فإنّ الخوف من الشرطة وعدم الرغبة بلفت الانتباه قد أدّيا إلى أن تصبح هذه التجمّعات أقل حيويّة وموسيقيّة.
كما وسنّت في السنوات الاخيرة قوانين اخرى موجهة ضد موسيقيّي الشارع التي تمكّن عناصر الشرطة من مصادرة الآلات الموسيقيّة وفرض الغرامات الباهظة والقاسية في حال العزف أو حتّى الغناء في الحيّز العام. اذا راجعنا كل ما ذكر سابقا، سنرى ان القلق من فقدان المدن الأندلسيّة بشكل تدريجيّ لحيويّتها الموسيقيّة واقعياً جداً.
تاريخ مشوّه
إنّ إجراءات الحكومات المحليّة والبلديّات المتعلّقة بالفلامنكو، وخصوصًا ترويج الفنّانين المهنيّين والمؤسّسات المهنيّة واستغلالها لجذب السياحة، وفي نفس الوقت قمع الصيغ المحليّة وغير التجاريّة لهذا الفن، هي إجراءات تهكّميّة، بالذات إذا أخذنا بعين الاعتبار أصول الفلامنكو كتعبير ثقافيّ للمجموعات المهمّشة عرقيًّا وللفقراء. إنّ هذه الحقيقة ما زالت ظاهرة في مضمون وأسلوب الأغاني، والتي تعبّر عادةً عن صعوبة وعنف الحياة في ظل الفقر، وتتّصل خصوصًا بالغجر (الخيتانوس) – أي ابناء “الروما” في إسبانيا.
مع ذلك، فإنّ الانشقاق ما بين الفلامنكو الشعبيّ والتجاريّ والمفارقة الساخرة ما بينهما موجود، في الحقيقة، منذ ازدياد شهرة هذا النوع من الفن في القرن التاسع عشر، حيث كان الأرستقراطيّون والسيّاح يدفعون النقود للغجر لعرض أغانيهم العميقة ورقصاتهم المثيرة. في مرحلة لاحقة، قدّمت مسارح ومرافق مختلفة جماليّات الفلامنكو لجمهور من الطبقة الوسطى في جميع أنحاء إسبانيا، مدّعية أن هذا النوع من الفلامنكو هو شعبيّ و”غجريّ” الأصل، وهو أمر لم يتّفق عليه الكثيرون.
بالرغم من اكتساب الفلامنكو مكانة الرمز الوطنيّ الإسبانيّ في ظل حكم فرانكو، الّا ان الشرطة السريّة كانت تقمع أيّ شكل من أشكال المعارضة الثقافيّة في أحياء الطبقة المتدنّية وبالتالي فقد كانت تجرّم العديد من عروض وتجمّعات الفلامنكو. ومع صعود السياحة (والتي شملت تسويق الفلامنكو)، وأثرها على ارتفاع أسعار العقارات في داخل المدن، تم طرد مجموعات كثيرة من الغجر من بيوتهم وأحيائهم في جميع أنحاء الأندلس لصالح مشاريع بناء تهدف لتحديث المدن.
إنّ أشهر مثال لهذه السياسات هو حيّ “تريانا” الواقع على ضفّة النهر في إشبيلية. ما زالت العديد من الكتب السياحيّة تذكر هذا الحيّ كحيّ غجريّ (باريو خيتانو Barrio Gitanoبالاسبانية)، في حين أنّ أغلب زوّاره لا يدركون أنّه قد تم طرد أغلبيّة مجتمع الغجر الأصلانيّ في بداية السبعينيّات من هذه المنطقة من دون تعويضه بأي شيء، وذلك كجزء من حملة إخلاء وحشيّة أدّت إلى اختفاء تقاليد موسيقيّة واسعة. يسير السيّاح اليوم في أزقّة الحيّ الفاتنة نحو النهر غير مدركين لهذا الفقدان، ويشعرون بأصالة هذ الحي فقط بعد أن يدفعوا رسوم دخول إلى بارات الفلامنكو المكتظّة التي تبيع الكحول بأسعارٍ باهظة.
مع ذلك، إنّ قصّة الفلامنكو هي ليست قصّة الاستيلاء على هذه الثقافة وجعلها تجاريّة فقط. يزعم البعض أنّ هذا التناقض أدّى، بحدّ ذاته، إلى الحفاظ على الفلامنكو وتطويره، بالرغم من أنّ المجتمع الإسبانيّ قد تغيّر بشكل جذريّ منذ ظهور الفلامنكو لأوّل مرّة. إنّ التعبيرات التجاريّة والمهنيّة للفلامنكو قد غذّت ممارسات الفلامنكو الشّعبيّة، والعكس صحيح أيضًا، لدرجة أنّه لا يمكننا تصوّر أي شكل من أشكال هذا التعبير الثقافيّ في أيّامنا هذه من دون تصوّر الشكل المناقض له. ولكن، للأسف، فإنّ وفرة الممارسات والمساحات التي أثارت عدّة تفسيرات لهذا الفن تُهاجم الآن من خلال قوانين الدولة، التي تُجرِّم المعارضة وتضّطهد أساليب المعيشة غير الاستهلاكيّة في خضمّ الأزمة الاقتصاديّة، والتي تستمر منذ أكثر من عقد. في حين أنّ هذه السيرورة الجدليّة تخرج عن توازنها بسبب سياسة القمع السياسيّ والثقافيّ، أعاد الفلامنكو اكتشاف روحه القتاليّة من خلال صعود الحركة الشعبيّة المعاديّة للرأسماليّة في جميع أرجاء إسبانيا في العامين الأخيرين.
تظاهرات الفلامنكو- في البنك أيضاً!
أجسام مقاوِمة
إنّ أبرز النشاطات هو نشاط مجموعة Flo6x8، وهي مجموعة ناشطة قرّرت استخدام لغة الفلامنكو في تظاهراتها السياسيّة. تعود أصول هذه المجموعة إلى ما قبل الأزمة، حيث بدأت كمشروع فنّيّ ضد كاميرات المراقبة الآخذة في الازدياد في أرجاء إشبيلية والسيطرة المكثّفة على المساحات العامّة، وتعود جذورها إلى الترابط بعيد الأمد ما بين فناني الفلامنكو وناشطي اليسار الراديكاليّين الذي نشأ في مبانٍ مهجورة سيطر عليها اليساريّون بشكل غير قانونيّ، وفي مهرجانات بديلة في إشبيلية.
في السنين الثمانية الاخيرة يقوم أعضاء هذه المجموعة، والتي يشكّل فناني الفلامنكو المهنيّين عدد كبير من أفرادها، بالرقص والغناء داخل مؤسّسات اقتصاديّة كالبنوك التي ترمز إلى إدارة الأزمة الفاسدة جدًّا في إسبانيا. حصلت المجموعة على ملايين المشاهدات في اليوتيوب بعد أن صوّر أعضاؤها أنفسهم وهم يدخلون البنوك في جميع أنحاء إشبيلية وينطلقون بالغناء والرقص، وقد حصلوا على تغطية إعلاميّة قطريًّا وعالميًّا. يسخر هؤلاء الفنّانون من موظّفي البنك من خلال تغيير كلمات أغاني معروفة للتنديد بجرائم النخبة الاقتصاديّة، ولكن في نفس الوقت، يأخذ هؤلاء الفنّانون عروضهم الأدائيّة السياسيّة بكامل الجدّيّة، ويعتبرون أنفسهم جزءاً من تقاليد طويلة الأمد تتمثّل بإدانة انعدام العدالة والتمييز عن طريق الفلامنكو. من خلال تحدّي الحيّز الطبيعيّ للفلامنكو عند اقتحام ردهات البنوك والمشاركة في مظاهرات ضخمة، أو حتّى من خلال مقاطعة جلسة في حكومة محلّيّة، يتحدّى الفنّانون الأطر القانونيّة والاقتصاديّة التي تحاول النيو-ليبراليّة حصر التعبير الفنّيّ فيها.
من العوامل التي تهدّد استمرار نشاط Flo6x8 هو القانون ضد الاحتجاج الذي سنّته الحكومة الإسبانيّة المحافظة الأخيرة في عام 2014، والذي يُجرّم أغلب أشكال الاحتجاج المتعلّقة بحركة الاحتجاج الشعبيّ الأصلانيّة، حيث أصبح بالإمكان فرض غرامات ضد الاحتجاجات تصل إلى أكثر من 40,000 دولار.
منذ تأسيسها في الصيغة الحالية مع بداية الأزمة الاقتصاديّة، تطوّر نشاط المجموعة من الاحتجاج ضدّ إدارة الأزمة الفاسدة، إلى شجب خصخصة التعليم العام ومشاريع التنقيب عن النفط والغاز وإخلاء البنايات المهجورة التي سيطر عليها الناس، وحتّى العنف الذكوريّ. على الرغم من أنّ أعمالهم قد تثير غضب محبّي الفلامنكو المحافظين الذين يتعهّدون بإبقاء فن الفلامنكو الحقيقيّ خارج المجال السياسيّ، إلا أنّهم أثاروا اهتمام الناشطين السياسيّين الأصغر سنًّا في فن الفلامنكو، حيث كانوا ينفرون من هذا الفن بسبب الهالة المحافظة القديمة التي كانت تحيط به. من خلال استخدام الفلامنكو لأهداف سياسيّة واضحة، غيّرت هذه المجموعة من أشكال الاحتجاج، كما غيّرت من طابع الفلامنكو ذاته، وذلك من خلال إضافة طريقة تعبير جريئة وثوريّة جديدة تُضاف إلى مظاهر الفلامنكو المتعدّدة، فتعيد أعمالهم الأمل لبقاء الفلامنكو كفن شعبيّ ينجح في الوصول إلى حيوات الأجيال الشابّة الأندلسيّة اليوميّة.
في نضالها ضد سيرورات تسليع فن الفلامنكو وضد الاستطباق (Gentrification)، تبدو استعراضات المجموعة وكأنّها تردّد الأبيات الشّعريّة المعروفة للشّاعر فيديريكو غارسيا لوركا: “بدأ نحيب الغيتار. من غير المجدي إسكاته. من المستحيل إسكاته”.
يوسي بارطال هو باحث موسيقي وناشط اجتماعي يسكن في برلين. في عام 2014 أجرى بحثاً ميدانياً في إشبيلية حول تأثير الأزمة الاقتصادية على فناني الفلامنكو المحليين. نشر مقاله هذا للمرة الأولى في مجلة “تروث آوت” عام 2015 وقد قام بتحديثه لنشره على اللسعة.
اقيمت زاوية حول العالم مع روزا بمبادرة مؤسسة روزا لوكسمبورغ في إسرائيل وبالتعاون مع موقع اللسعة لتوفّر منصة للتعرّف على ولتداول القضايا الراهنة التي تشغل حركات اليسار بأنحاء العالم. تتيح الزاوية للقارئ تناول النقاشات العالمية باللغات العربية والعبرية والتفاعل معها، وبذلك تقوم بإثراء الخطاب اليساري المحلي. يسرنا ان ترسلوا لنا اقتراحاتكم لمقالات ملائمة للترجمة وملاحظاتكم عبر البريد الالكتروني: einat@rosalux.org.
المقالات في هذه الزاوية لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة روزا لوكسمبورغ و/او موقع اللسعة.