الأيديولوجية التي أرسلت اليهود الشرقيين للعيش في الضواحي قبل خمسين سنة ما زالت تسيطر حتى اليوم على آليات “التوزيع السكاني” في إسرائيل وكأن بن غوريون، رعنان فايتس وجيورا يوسفطال ما زالوا يديرون العرض هنا!
البث الخاص الذي أعدته القناة الاولى حول قضية الاولاد اليمنيين افتقر لوجهة النظر النقدية ولا عجب بأنه توصل إلى نتيجة تقول بأنه “لا توجد قاعدة أدلة لاختطاف الأولاد”: السؤال لماذا تقوم القناة بتكرير مواد ممضوغة وروايات قديمة رغم الشهادات الكثيرة والهامة التي تراكمت بالسنوات الأخيرة؟
في الأسبوع الماضي تمت وأخيراً ازالة السرية عن أرشيف لجنة التحقيق الرسمية التي تناولت قضية الأولاد اليمنيين المختطفين. رحيلي سعيد، الناشطة في جمعية “عمرام”، ترى بأن هذه أول خطوة جدية باتجاه الاعتراف بالظلم الذي اقترفته الدولة ولكنها تؤكد بأن النضال لم ينتهي بعد.
مشروع بحثي يوثق التاريخ الشفهي لمدينة ديمونا في الجنوب التي أرسل اليهود الشرقيين للسكن بها منذ سنوات الخمسينات وهي ما تزال صحراء عارية. “تاريخ ديمونا من وجهة نظر سكانها مختلف بالضرورة عن ذلك الذي تحكيه المؤسسات وأصحاب القوة”
التاريخ الشفوي حول اولاد اليمن والبلقان الذين اختطفوا في السنوات الاولى للدولة بدأ يحصد أصداءً واسعة أكثر فأكثر، ويطالب بالحصول على اجابات. نضع بين ايديكم شهادات صادمة لبعض العائلات الني اختطف ابنائها. “الألم ما زال حاضراً، وكذلك الأمل وعمليات البحث”.
بدل الالتفاف حول شهادات العائلات التي اختطف اولادها والذهاب باتجاه المصالحة، يختار الكثير من الاشكناز الاستمرار في انكارهم وتعميق المشاعر الصعبة بينهم وبين اليهود الشرقيين: كل الاسئلة حول مصير الاولاد يجب أن توجه اليوم للدولة التي تتحمل عبء الاثبات بشكل كامل.
بحث جديد يلقي نظرة على عالم المهاجرين “الكوير” اللذين يغادرون البلاد بهدف الابتعاد عن الدعم المستميت للجيش وتشجيع الانجاب وأيضاً عن “الفقاعة الفخورة” في تل أبيب
لماذا رافقت عمل لجنة التحقيق الرسمية بقضية اختطاف الاولاد اليمنيين أراشيف مدمرة، شهاد مهددين ومستندات سرية لأجيال.. وأيضاً شعور بأن احدا ما قال “يللا، تعالوا لننهي هذا الأمر ونعود الى البيت؟”. هذا سؤال يجب ان يقض مضجعنا في الحيز العام بلا توقف.