الموظف المسؤول عن سلطة تطوير وإسكان بدو النقب لا يكف عن تصريحاته العدائية والعنصرية تجاه البدو منذ أن تم تعيينه لهذا المنصب: في مقابلته الأخيرة مع مجلة المانية ادعى بأن البدو سرقوا الأراضي من الدولة لكنها بدل سجنهم ستقوم بإعطائهم “هدية”!
على الجمهور أن يرفع الغمامة عن عينية وأن يفهم بأن المشكلة ليست رئيس الحكومة نتنياهو: حتى اذا ما ادرنا رأسنا لما يسمى اليسار سنجد نفس وجهة النظر الفاشية، البيضاء، الذكورية وصاحبة الامتيازات في البرنامج السياسي “للمعسكر الصهيوني”، “يش عتيد” وأصدقائهم.
رغم موجة الاحباط التي دبت بالكثيرين في أعقاب ما جرى في ام الحيران، هناك فسحة من الامل- الأمل بقوة مجتمعنا وايمانه اليقين بصدق دربه. إذا ما أصر نتنياهو وعصابته على التنكر لحقوقنا وتذكر سيادة القانون وقتما يروق لهم، يجب أن نقولها وبكل فخر “ابني، شعبك بيحميك”.
هدم البيوت في الداخل الفلسطيني ليست قضية قانونية ولا قضية تراخيص بل هي قضية سكان اصلانيين يتعرضون إلى محاولة للتطهير العرقي والثقافي والتاريخي مستمرة منذ النكبة وحتى يومنا هذا: بالتالي فان الحل يجب أن يكون من خارج الملعب الاسرائيلي- عبر الحماية الدولية للسكان الفلسطينيين داخل إسرائيل.
مئة مرة تلوّعت قلوب أهالي العراقيب امام مشهد جرافات الهدم، مئة مرة واجهوا صلافة نظرات شرطيي “اليسام”، الا أن سكان القرية البدوية ما زالوا يحاربون على أراضيهم. بمرور ست سنوات على عمليات الهدم، آفي بلخرمان رافق النساء التي تقفن اليوم بالصدارة في النضال الذي يقدنه لوحدهن تقريباً تحت الشمس الحارقة.