كلمات مثل رؤية وميراث ذكرت كثيراً على مدى الاسبوعين الأخيرين في سياق الحديث عن مناقب الرئيس الاسرائيلي الراحل شمعون بيرس. ما لم يتم الحديث عنه هو الوهم الذي قاده والذي افترض بأن اقتصاد السوق سيجلب السلام، وبأن السلام ممكن أن يتحقق بمعزل عن اسئلة الحقوق والعدل .
النبرة الاستعلائية والموبخة والأسئلة المتذمرة التي وجهت لأيمن عودة خلال المقابلة التي اجريت معه بالقناة الثانية، وكأنه ولد جامع يقف أمام معلميه، تعكس جوهر وحقيقة الاعلام الإسرائيلي: جوقة معبئة تروج لخطاب لا يوجد فيه أي مكان لوجهة نظر أخرى.
كشف رحيل بيرس دواخل الثقافة السياسية عندنا ومعمار النفس الفلسطينية في إسرائيل وهذا الارتباك المستدام والتلعثم أمام كل صغيرة وكبيرة. مرة أخرى نرى كيف يكون الخطاب عالياً عالياً بينما الممارسة واطئة واطئة.