“قضية ازاريا” تقرب المجتمع الإسرائيلي خطوة أخرى باتجاه حرب أهلية. من يعتقد بأن المجتمع الإسرائيلي سيصبح مجتمعاً مدنياً بدون حرب أهلية يعيش في وهم سياسي عميق. السؤال متى ستنفجر حرب كهذه بين اليهود هي مسألة وقت ليس أكثر.
الحالة الوحيدة التي تمت فيها ادانة جندي بقتل مواطن منذ عام 2000 وحتى قضية اليؤور ازاريا كانت مقتل ناشط حقوق الانسان البريطاني توم هرندل: هذا يوضح كيف تجري الامور على أرض الواقع لا سيما وأننا نعرف حجم انتهاك حقوق الانسان بالأراضي المحتلة. مقابلة مع زيف شطهل من “يش دين”
قضية الجندي اليؤور أزاريا الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بالخليل هي بمثابة الشاذ الذي يدل على القاعدة: مئات الجرائم وعمليات الاعدام والقتل التي قام بها الجنود الإسرائيليين بحق الفلسطينيين وتم التغاضي عنها وعدم التحقيق فيها. محاكمة أزاريا الآن ليست إلا ورقة التوت التي تغطي عورة الاحتلال.
يبدو بأن التعامل مع مصطلح “الدفاع عن النفس” بالآونة الأخيرة يغلب المركب الشخصي على المركب الموضوعي: شعرت بخطر، قتلت، أنا بريء! بيد أن اعادة التعريف هذه لا تقتصر على الخطاب العام بل تتغلغل أيضاً في ممارسات الجيش.
هناك جنود أشكنازيون يذهبون للوحدات “الصحيحة”، حيث يعتبر الإغتيال عمل بطولي، وهناك جنود شرقيين يرسلون للقيام بالأعمال الأكثر حقارة في منظومة السيطرة العسكرية بالأراضي المحتلة