البلاغيات المعادية للتدين، التي تقترب من اللغة اللاسامية أحياناً، تليق ربما باليسار في العالم القديم الذي كان بحاجة لأن يؤكد على علمانيته. أما في العالم الجديد فيتوجب على اليسار الاعتراف بخصوصية الآخر وعدم قمعها. البلاغيات التي تستخدمها “ميرتس” لا تثير التعاطف بل تعمق النفور تجاهها أيضاً وسط الشرقيين غير المتدينين.
عندما يتم الغاء نشاط لمنظمة “نكسر الصمت”، يسرع أعضاء “ميرتس” للشجب والاستنكار ولكنهم لا يفعلون ذلك عندما تستهدف الملاحقة السياسية وكم الأفواه النشطاء الفلسطينيين. اليسار الاشكنازي غير مستعد للاعتراف بدوره في مأسسة النظام العنصري في البلاد أيضاً تجاه اليهود الشرقيين.
حان الوقت لأن يفهم عيساوي فريج وأصدقائه في “ميرتس” بأن مساهمتهم في التحريض ضد أي حزب عربي في هذه الاوقات تعرضنا جميعاً لخطر الاعتقال. على من يحرض ومن يسكت على التحريض بأن يعي بأنهم سيصلون الى باب بيته ان عاجلا أم آجلاُ.
بإمكاننا ان نسأل ان كان امتناع فريج عن الدعم العلني للمجتمع المثلي صحيح استراتيجياً أم لا، ولكن عندما يحدث ذلك بحزب مثل “ميرتس” فذلك يشير الى نفاق الحزب ومعاييره المزدوجة.